نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 30
قال تعالى : * ( الله ولي الذين آمنوا ) * ( 1 ) . وهذه الولاية لها مراتب حسب السالكين إلى الله ، فحسب التوجه من قبل العبد يتوجه اليه المولى تعالى * ( ولكل وجهة هو موليها ) * ( 2 ) حتى يصل العبد إلى الفناء في الله تعالى ، بغير اعدام كما كانت حالة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام فيما يصفها صادقهم ( عليه السلام ) : " العارف شخصه مع الخلق وقلبه مع الله ، لو سها قلبه عن الله طرفة عين لمات شوقا اليه . . ولا مونس له سوى الله ولا نطق ولا إشارة ولا نفس إلا بالله ، لله من الله مع الله ، فهو في رياض قدسه متردد ومن لطائف فضله اليه متزود " ( 3 ) . وحقيقة الولاية التكوينية انها غير متقومة بشئ ، لا بالزمان ولا بالمكان . قال الحكيم السبزواري : والابتداع : اخراج الشئ من الليس إلى الآيس دفعة واحدة سرمدية لا دهرية فضلا عن الزمانية والآنية : * ( انما امره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ) * وليس ذلك القول منه تعالى قولا تدريجيا زمانيا كما قال الإمام علي ( عليه السلام ) : انما يقول لما أراد كونه : كن ، فيكون لا بصوت يقرع ولا بنداء يسمع انما كلامه سبحانه فعله " ( 4 ) . واخرج الكافي بسند صحيح عن صفوان قال : قلت لابي الحسن ( عليه السلام ) أخبرني عن الإرادة من الله ومن الخلق ؟ فقال ( عليه السلام ) : " الإرادة من الخلق الضمير ، وما يبدو بعد ذلك لهم من الفعل . واما من الله تعالى فإرادته احداثه لا غير ، ذلك لأنه لا يروي ( 5 ) ولا يهم ولا يتفكر ، وهذه الصفات منفية عنه وهي صفات الخلق . فإرادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكون ، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا
1 - البقرة : 257 . 2 - البقرة : 148 . 3 - بحار الأنوار : 3 / 14 باب ثواب الموحدين ح 35 ، والسير إلى الله : 77 - 80 - 194 ، ومصباح الشريعة : 191 باب 91 . 4 - شرح دعاء الصباح : 213 والحديث في نهج البلاغة الخطبة : 186 . 5 - رويت في الامر : نظرت وفكرت - والاسم الروية .
30
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 30