نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 268
يتبرأ من الذين نسبوه إلى الاحياء بإذن الله ، بل هو صحيح مذكور في القرآن ، كما تقدم . إنما عيسى عليه السلام تبرأ من الذين نسبوا إليه الاحياء بالاستقلال فادعوا له الربوبية ، ولعل هذه الرواية تحل أصل روايات نفي التفويض فتأمل . وعن الإمام الصادق ( عليه السلام ) عندما سئل عن التفويض الذي يقول به بعض من ينتسب لعبد الله بن سبأ ؟ فقال ( عليه السلام ) : " ما التفويض ؟ " . قلت [ زرارة ] : أن الله خلق محمدا وعليا ففوض إليهما ، فخلقا وزرقا وأماتا وأحييا . فقال ( عليه السلام ) : " كذب عدو الله إذا انصرفت إليه فاتل عليه هذه الآية : * ( أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق ) * " ( 1 ) . وهذا نص أوضع فالامام لم يجب حتى سأله عن مراده من التفويض ، فلما فهم منه انه يريد التفويض بالاستقلال المساوق للقول بوجود شريك لله ، نفاه عنهم واستدل بآية تنص ان صاحب التفويض يعتبر شريكا لله * ( أم جعلوا لله شركاء ) * فالمنفي التفويض الذي يؤدي إلى القول بأن لله شريكا ، والذي يعتبر خلقه مشابها ومتساويا مع خلق الله ، أما من يعتبر خلقه مظهرا لخلق الله تعالى فلم ينفه . - وفي دعاء الجوشن الكبير : " يا من لا يعلم الغيب إلا هو . . . يامن لا يدبر الأمر إلا هو يا من لا ينزل الغيث إلا هو يا من لا يبسط الرزق إلا هو يا من لا يحيي الموتى إلا هو سبحانك . . " . فمطلع الدعاء انحصار علم الغيب بالله ، إلا أن الصحيح أنه ينفي علم الغيب لغير الله بالاستقلال وبلا تعليمه ، بقرينة تدبير الأمور والرزق والاحياء والإماتة ، فمع كونها منحصرة بالله فقد فوضها الله تعالى للملائكة وجبرائيل والأنبياء ، كما تقدم
1 - البحار : 25 / 343 ح 25 .
268
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 268