نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 262
علي ( عليه السلام ) ( 1 ) . وقال الحكيم : كلام في رؤية النبي ( صلى الله عليه وآله ) من خلقه : وآية حضور المسموعات والمبصرات لوجوده تعالى وجود نبينا ( صلى الله عليه وآله ) حيث كان يرى من خلفه ، فكان هو ( صلى الله عليه وآله ) بحسب وجوده الجسماني البشري بصرا كله مثلا ، فان من يقدر على إيجاد جليدية هي بقدر العدسة أو روح بخاري له مقدار مخصوص ، يقدر على إيجاد أعظم منه وأكبر . فان الصغر والكبر لا يغير حال الشئ في الامكان والامتناع والفاعل تعالى شأنه في كمال القدرة ، فبدنه ( صلى الله عليه وآله ) البشري كان له خاصية الجليدية والروح البخاري . وكيف لا ؟ ! وهو مجاور الروح النوري الإلهي ، فكان روحا مجسدا وجسدا مروحا . وقد مر ان اخوان التجريد يشرق عليهم أنوار فبها ما يخطفون به ويعلقون في الهواء ويجذبون ويمشون إلى السماء . فما ظنك بمن هو أطهر الطاهرين وأشد تجردا من كل المجردين بعد الحق ، كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : " أنا النذير العريان " . وبالهامش قال الحكيم : أنا النذير العريان ، أي المجرد الحقيقي كتجرد العقل الكلي ، لأنه ( صلى الله عليه وآله ) بروحانيته هو العقل الكلي ، ومعلوم ان ليس المراد به العريانية الصورية ( 2 ) . ومن هنا يعلم ان الغلو وما يكفر به القائل هو ادعاء الولاية التكوينية التي بمعنى القدرة لواجب الوجود ، فمن قال إن الله فوض أمره بالأمور التكوينية إلى آل محمد ( عليهم السلام ) بالاستقلال فقد كفر لاعطائه صفة واجب الوجود لغير الله . اما من قال إن الله مكن آل محمد ( عليهم السلام ) بعلمه وبإذنه وبقدرته من الأمور الكونية ، فقد قال بفضل آل محمد ( عليهم السلام ) ولم يبلغ ، ولا يصدق عليه أنه قال بالغلو ولا بالتفويض المحرم .
1 - شرح دعاء الجوشن : 104 . 2 - شرح دعاء الجوشن : 352 - 353 .
262
نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 262