نام کتاب : الولاية التكوينية لآل محمد ( ع ) نویسنده : السيد علي عاشور جلد : 1 صفحه : 141
الكتاب الثاني . الطائفة الثالثة : تصرف النبي الأعظم بالأمور الداخلية للانسان قال تعالى في حق نبيه الأكرم : * ( ليخرج الذين آمنوا وعملوا الصالحات من الظلمات إلى النور ) * ( 1 ) . وقال : * ( ان تطيعوه تهتدوا ) * ( 2 ) . وقال : * ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) * ( 3 ) . مما لا شك فيه أن صاحب الولاية على التوفيقيات وعلى الميول والتحولات الداخلية للانسان هو الله عزت آلاؤه . فهو الذي يؤثر ويتصرف بقلب الانسان ، يجذبه للطاعة والهداية ، وما إلى ذلك من الأمور التكوينية الداخلية في الانسان . ونجد ان الله عز وجل قد أعطى نبيه وأهل بيته ( عليهم السلام ) هذا الحق فكانوا صلوات الله عليهم يستطيعون التصرف بالتوفيقيات والميول الداخلية للانسان ، ولذا كانت الهداية منحصرة فيهم لما منحهم الله من القدرة على التصرف في أسبابها . " بلية الناس عظيمة ان دعوناهم لم يجيبونا وان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا " ( 4 ) . والروايات في انحصار الهداية واخراج الناس من الظلمات إلى النور بأهل بيت محمد ( صلى الله عليه وآله ) كثيرة . ومن هذا الباب الأدعية التي كان الأئمة يدعون بها لشيعتهم بالهداية ، ودعاؤهم مستجاب . وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) في قوله تعالى * ( وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا ) * قال : " نزلت في ولد فاطمة خاصة " .