نام کتاب : الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ص ) نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 18
دون تفكير ! ! وها هو موسى وهارون ( عليهما السلام ) يخطئان في تقدير المواقف لأن الرسالة لا تتنافى مع بعض نقاط الضعف البشري في الخطأ في تقدير الأمور ، وهو الخطأ الذي يجعلهما يتخذان مواقف متناقضة فيما بينهما ، وها هو موسى ( عليه السلام ) الذي يطلب من الله أن يريه ذاته المقدسة ، لأنه لم يكن يعتقد أن الله لا يرى ، وهو تخيل بأن من يسمع كلام الله يستحق أن يراه ، أو يمكن له أن يطلب رؤيته ، لأنه لم يكن يمتلك التصور التفصيلي للذات الإلهية ، عندئذ فليس هناك مانع من إرادة النظر بالمعنى الحسي فيما طلبه موسى ( عليه السلام ) ، لأن الله لم يكن قد عرف موسى ( عليه السلام ) إلى ذلك الوقت أنه لا يرى . وما إن تترك موسى ( عليه السلام ) حتى يأتيك الكلام عن يونس ( عليه السلام ) الذي لم يكن يمتلك الصبر فخرج مغاضبا احتجاجا على عدم استجابة دعائه من دون أن يتلقى أية تعليمات من الله ، فيعده ضمنا متهربا من مسؤولياته ، ومقصرا فيها ، ثم تجبهك الصورة المقدمة عن داود ( عليه السلام ) فلم يشفع له قول الله بأنه قد آتاه الحكمة وفصل الخطاب أن يكون مستسلما لمشاعره العاطفية بالحكم ، فيخطأ في إصدار الحكم ضد الإنسان الفقير ، ولكن ذلك الخطأ لم يؤد إلى نتيجة سلبية كبيرة في الحياة العامة ، لأن الخطأ كان في طريقة إجراء الحكم ، فلا بد إذن من
18
نام کتاب : الولاية التكوينية ، الحق الطبيعي للمعصوم ( ص ) نویسنده : الشيخ جلال الصغير جلد : 1 صفحه : 18