كل مفتاح ألف باب ، يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد . وأيدت بليلة القدر نفلاً ، وإن ذلك ليجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ، ما جرى الليل والنهار ، حتى يرث الله الأرض ومن عليها . وأبشرك يا حارِ ، لَيَعْرِفُنِي ، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ، وليي وعدوي في مواطن شتى ، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة . قال : قلت : وما المقاسمة يا مولاي ؟ قال : مقاسمة النار ، أقاسمها قسمة صحاحاً ، أقول : هذا وليي ، وهذا عدوي . ثم أخذ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بيد الحارث وقال : يا حار ، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله ( ص ) بيدي فقال : لي واشتكيت إليه حسد قريش والمنافقين لي : إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل ، أو بحجزة ، يعني عصمة ، من ذي العرش تعالى ، وأخذت أنت يا علي بحجزتي ، وأخذت ذريتك بحجزتك ، وأخذ شيعتكم بحجزتكم ، فماذا يصنع الله بنبيه ، وما يصنع نبيه بوصيه ؟ خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة ، أنت مع من أحببت ، ولك ما احتسبت ، أو قال : ما اكتسبت ، قالها ثلاثاً . فقال الحارث ، وقام يجر رداءه جذلاً ، ما أبالي وربي بعد هذا ، متى لقيت الموت أو لقيني ! قال جميل بن صالح : فأنشدني السيد بن محمد في كتابه : < شعر > قولُ عليٍّ لحارثٍ عجبٌ * كمْ ثَمَّ أعجوبةٌ لهُ حملا يا حار همدان من يَمُتْ يرني * من مؤمن أو منافق قُبَلا عرفني طرفُهُ وأعرفُه * بنعتهِ واسْمِهِ ومَا فَعَلا وأنت عند الصراط تعرفُني * فلا تخف عثرةً ولا زللا