ثم يفتح له في قبره مسيرة شهر أمامه وعن يمينه وعن شماله ومن خلفه ، ويفتح له باب إلى الجنة ، فيدخل عليه رَوْحُها ورَيْحَانها إلى أن يبعث ) . وفي أمالي الطوسي / 625 : ( عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) في نفر من الشيعة وكنت فيهم ، فجعل يعني الحارث يتأود في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه ، وكان مريضاً ، فأقبل عليه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكانت له منه منزلة ، فقال : كيف تجدك يا حارث ؟ قال : نال الدهر مني يا أمير المؤمنين ، وزادني أواراً وغليلاً اختصام أصحابك ببابك . قال : وفيم خصومتهم ؟ قال : في شأنك والبلية من قبلك ، فمن مفرط غال ومقتصد قال ، ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم . قال : فحسبك يا أخا همدان ، ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط ، إليهم يرجع الغالي ، وبهم يلحق التالي . قال : لو كشفت فداك أبي وأمي ، الرين عن قلوبنا ، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا ؟ قال : قَدْكَ ، فإنك امرؤ ملبوس عليك ، إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق ، فاعرف الحق تعرف أهله . يا حار ، إن الحق أحسن الحديث ، والصادع به مجاهد ، وبالحق أخبرك فارعني سمعك ، ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك . ألا إني عبد الله وأخو رسوله ( ص ) ، وصِدِّيقُهُ الأول ، قد صدَّقته وآدم بين الروح والجسد . ثم إني صدِّيقه الأول في أمتكم حقاً ، فنحن الأولون ونحن الآخرون ، ألا وأنا خاصته يا حارِ وخالصته وصنوه ، ووصيه ووليه ، وصاحب نجواه وسره ، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب ، وعلم القرون والأسباب ، واستودعت ألف مفتاح يفتح