وفي شرح الأخبار ( 3 / 492 ) عن عبد الحميد بن سعيد ، أن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال له : ( ما أحسبك تأنس بأحد في المدينة . قلت : لا ، يا ابن رسول الله . قال : فأنى لك ذلك . فقال ( عليه السلام ) : يا عبد الحميد لكم والله يغفر الذنوب ، ومنكم يقبل الحسنات ، أبشروا فإني كثيراً ما كنت أسمع أبي رضي الله عنه يقول لأصحابه : أبشروا ، فما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويلقى السرور إلا أن تبلغ نفسه إلى ها هنا ، وأشار بيده إلى حلقه . ثم قال : إنه إذا كان ذلك واحتضر أتاه رسول الله ( ص ) وجبرئيل ، وملك الموت ، وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فيدنو منه علي ( عليه السلام ) فينظر إليه ، ثم يلتفت إلى رسول الله ( ص ) فيقول : يا رسول الله هذا كان يحبنا فأحبه ، فيقول رسول الله ( ص ) : يا جبرئيل إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيته فأحبه . فيقول جبرئيل : يا ملك الموت إن هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبه . فيدنو منه ملك الموت فيقول : يا عبد الله أخذت فكاك رهانك ، أخذت براءة أمانك ، ثم يقول : تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدنيا ؟ فيوفقه الله فيقول : نعم . فيسأله ملك الموت عما تمسك به ؟ فيقول : ولاية علي بن أبي طالب . فيقول : أبشر فقد أدركت ما كنت ترجوه ، وأمنت مما كنت تخافه . أبشر بالسلف الصالح بمرافقة رسول الله ( ص ) وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) . ثم يَسُلُّ روحه سلّاً رفيقاً ، ثم ينزل إليه بكفن من الجنة وحنوطٍ وحُلَّةٍ خضراء يكفن بها ويحنط . فإذا وضع في قبره قيل له : نم نومة عروس على فراش ، أبشر بروح وريحان ، ورب غير غضبان ، وجنة نعيم .