( 4 ) آيات الأجل وبعض أحاديثه قال تعالى : أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ . ( النساء : 78 ) . وقال تعالى : وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ . ( الأنعام : 60 ) . وقال تعالى : اللهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الآخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ . ( الزمر : 42 ) . وقال تعالى : وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلاً مُسَمًّى . ( غافر : 67 ) . وقال تعالى : وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا . ( المنافقون : 11 ) . وقال تعالى : هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ . ( الأنعام : 2 ) . أقول : في كل واحدة من هذه الآيات مباحث ، والإفاضة فيها تخرجنا عن غرض الكتاب ، فنشير إلى الآية الأخيرة التي هي محور بحث بين المفسرين والمتكلمين والفلاسفة ، لأنها ذكرت أجلين : أجلاً مقضياً غير مسمى ، وأجلاً مسمى ، فما الفرق بينهما ؟ وقد تحيروا في تفسيرهما وشرقوا وغربوا ، وفسرها أهل البيت ( عليهم السلام ) بأنها تخص عمل الله تعالى ، وإدارته للكون والإنسان ، ورحمته بالإنسان حيث جعل له أجلين أجلاً مشروطاً وأجلاً محتوماً هو المسمى عنده .