( عن شهر بن حوشب قال : دخل ملك الموت على سليمان ( عليه السلام ) ، فجعل ينظر إلى رجل من جلسائه يديم إليه النظر ، فلما خرج قال الرجل : من هذا ؟ قال : هذا ملك الموت ، قال : لقد رأيته ينظر إليَّ كأنه يريدني ! قال : فما تريد ؟ قال : أريد أن تحملني على الريح فتلقيني بالهند . فدعا بالريح فحملته عليها فألقته بالهند ، ثمّ أتى ملك الموت سليمان ( عليه السلام ) فقال : إنك كنت تديم النظر إلى رجل من جلسائي ! قال : كنتُ أعجبُ منه ، إني أُمرت أنْ أقبضَ روحه بالهند وهو عندك ) . ( تفسير الثعلبي : 7 / 329 ) . أقول : هذا يدلنا على أنه لا فرق في قبض الملائكة لروح الإنسان ، بين أن يموت بعد مرض طويل أو قصير ، أو يموت فجأة في حادث قتل ، أو سيارة ، أو كارثة طبيعية . وبين أن يكون واحداً ، أو ألوفاً . ما دام عِلْمُ الله تعالى محيطٌ بالأحداث والأسباب ، من الأزل إلى الأبد . نعم ، إن الظاهر لنا أن مُطْلق الرصاصة كان السبب في الوفاة ، لكن ملك الموت كان قبل ذلك حاضراً ينتظر أن تتلف الرصاصة دماغه ، فيقبض الروح في اللحظة التي أمر بها ، وبالطريقة التي أمر بها ! سئل الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( يعلم مَلَك الموت بقبض من يقبض ؟ قال : لا ، إنما هي صِكَاكٌ تنزل من السماء : إقبض نفس فلان ابن فلان ) . ( الكافي : 3 / 255 ) . وقال الله عز وجل : وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ . ( فاطر : 11 ) .