وبعد موت الجسد تبقى الروح تَحِنُّ إليه وتنتظره ، لشدة ارتباطها به . وفي فترة بُعدها عنه تُلْبَسُ قالباً أو جسداً شفافاً شبيهاً بالبدن ، حتى يعاد الجسد يوم القيامة فتعود إليه ، فيحشر الإنسان بروحه وجسده . أقول : هذه النظرية تملك أدلة قوية ، لكنها تفتح أبواباً من الأسئلة : - ما هي حالة الخلل هذه ، وما أسبابها ، وهل يمكن تلافيها ؟ - لماذا نرى أن السبب قد يوجب الموت عند إنسان ولا يوجبه عند آخر ؟ - يظهر من آيات القرآن وأحاديث النبي ( ص ) والأئمة ( عليهم السلام ) أن جميع ما نراه من أسباب للموت هي أسباب ظاهرية ، أما السبب الحقيقي فهو الأجل المحدد ، وأن الله تعالى يقبض روح الإنسان عند حلوله حتى لو كان الإنسان سليماً معافى . فما تفسير ذلك ؟ - إلى أين تذهب الروح ، وكيف يكون ارتباطها بالبدن ؟ وقد اتضحت الإجابة على بعض هذه الأسئلة بما تقدم ، وتأتي الإجابة عن بعضها الآخر . لكن التفصيل يخرجنا عن غرض الكتاب . ( 3 ) هل الأجل سبب الموت أم الأسباب المنظورة ؟ يقول بعض الشباب : لماذا نربط الموت بالملائكة ، والأجل ، وقبض الروح ، ولا نقول إنه انتهاء الحياة بأسباب طبيعية ؟ فلماذا لا نجعل السبب من يطلق الرصاصة على رأس الشخص فيقتله ؟ ! هكذا يميل البعض إلى تبسيط الأمور المركبة ، فهو يجد أن الأسهل عليه أن يقف عند السبب المنظور ، ولا يسير مع تسلسل الأسباب ، ولا يتعمق في البحث عن السبب الحقيقي .