النية هي العمل . ثم تلا قوله عز وجل : قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ . يعني على نيته ) . ومعنى قوله ( عليه السلام ) ( ألا وإن النية هي العمل ) واضحٌ كل الوضوح ، فالنية من أفعال الروح ، وأفعال البدن تنفيذٌ لأفعال الروح ، ليس إلا . فالفعل والإرادة للروح والبدن أداتها ، وخير الإنسان وشره إنما هو من روحه ! إن الذي يكلمك ليس بدن مخاطبك ، بل روحه بوسيلة فمه وحركاته ، والذي يفهم منه ويجيبه ليس بدنك ، بل روحك بواسطة البدن ! فالبدن مجرد أداة للروح ولذا كان الحساب لها ، والعقاب عليها . وقد شرح ذلك الإمام الصادق ( عليه السلام ) ، في عدة أحاديث : قال ( عليه السلام ) : ( قال رسول الله ( ص ) : نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله ، و كل عامل يعمل على نيته ) . ( الكافي : 2 / 84 ) . أي : إن ما ظهر من مخزون الخير والشر ، جزء . وما بقي منهما ولم يظهر أكثر . وقال ( عليه السلام ) : ( إن العبد المؤمن الفقير ليقول : يا رب ارزقني حتى أفعل كذا وكذا من البر ووجوه الخير ، فإذا علم الله عز وجل ذلك منه بصدق نية كتب الله له من الأجر مثل ما يكتب له لو عمله ، إن الله واسع كريم ) . وفي فقه الرضا / 378 : ( وإن نية المؤمن خير من عمله ، لأنه ينوي خيراً من عمله , ونروي : نية المؤمن خير من عمله ، لأنه ينوي من الخير ما لا يطيقه ولا يقدر عليه ) . ومعنى ذلك : أن النية خير من العمل حتى مع نيته ، لأنها أكبر من العمل . وعن أبي بصير قال : ( سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن حد العبادة التي إذا فعلها فاعلها كان مؤدياً ؟ فقال : حُسْنُ النية بالطاعة ) . ( الكافي : 2 / 85 ) .