responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الولادات الثلاث نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 5


( 2 ) وجوه الخطأ والصواب في مقولة أبي ماضي إن مقولة : جئت لا أعلم من أين ؟ فيها وجوه من الصحة ، والخطأ .
ففيها مقولة : إني أحب أن أعلم ، وهي صحيحة ، فكلنا نحب أن نعرف .
وفيها مقولة : لي الحق على من أوجدني أن يعرفني . وفيها وجهٌ من الخطأ . فما هو المستند القانوني لهذا الحق ؟ وهل إذا صنعتَ تمثالاً ، أو جهاز كمبيوتر ، يجب عليك أن تُفْهِمَهُ مَن أنت ومَا هو ، وكيف جاء ، ولماذا جاء ؟
ثم ، هل يمكن للإنسان أن يعرف كل ما يريد ، عن خالقه ، وعن خلقه ومسار وجوده ، ولماذا لا تكون القضية وتفاصيلها أكبر من طاقة استيعابه ؟
نعم ليس الإنسان جهازاً ميتاً ، لكن قدرة ذهنه وعقله محدودة ، وأقصى ما يستطيع أن يستوعبه جزءٌ من جزء ، من خطط الله تعالى وعلمه المطلق .
وقد بعث الله لهذا الإنسان أنبياء قدموا له الكثير . . لو استوعب .
كما تضمنت مقولة أبي ماضي : التشكيك في النظريات التي سمعها عن وجود الإنسان وهدفه ، وهذا صحيح إلى حد كبير ، لأن أكثر النظريات المطروحة غير مقنعة للإنسان العادي ، فضلاً عن المثقف !
فلو سألت علماء الدين المسلمين والمسيحيين واليهود : لماذا خلقنا الله ، والى أين نذهب ؟ لوجدت في إجاباتهم كثيراً من الكلام الإنشائي الخالي من العلم واليقين ، وقليلاً من العناصر المقنعة .
يقول بعضهم : خلقنا لنعبده : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالآنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ . وتسألهم : وهل هو محتاج إلى عبادتنا ؟ فيقولون : لا . وينقضون جوابهم !
ويقولون : جاء في حديث قدسي : كنتُ كنزاً مخفياً ، فأحببتُ أن أعرف ، فخلقتُ الخلق لكي أعرف .

5

نام کتاب : الولادات الثلاث نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست