تنشف الماء فييبس ، فيبقى الطين فيصير رفاتاً ويبلى ، ويرجع كل إلى جوهره الأول . وتحركت الروح بالنفس ، والنفس حركتها من الريح ، فما كان من نفس المؤمن فهو نور مؤيد بالعقل ، وما كان من نفس الكافر فهو نار مؤيد بالنكراء له ، فهذه صورة نار ، وهذه صورة نور ، والموت رحمة من الله لعباده المؤمنين ، ونقمة على الكافرين . ولله عقوبتان : إحداهما أمر الروح ، والأخرى تسليط بعض الناس على بعض فما كان من قبل الروح فهو السقم والفقر ، وما كان من تسليط فهو النقمة ، وذلك قوله تعالى : وَكَذَلِكَ نُوَلِي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ . من الذنوب ، فما كان من ذنب الروح من ذلك سقم وفقر ، وما كان تسليط فهو النقمة ، وكان ذلك للمؤمن عقوبة له في الدنيا ، وعذاب له فيها . وأما الكافر فنقمته عليه في الدنيا وسوء العذاب في الآخرة ، ولا يكون ذلك إلا بذنب ، والذنب من الشهوة ، وهي من المؤمن خطأ ونسيان ، وأن يكون مستكرهاً ، وما لا يطيق ، وما كان في الكافر فعمد وجحود واعتداء وحسد وذلك قول الله عز وجل : كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ) . 5 . قال الصدوق ( رحمه الله ) في من لا يحضره الفقيه ( 1 / 193 ) : ( قال الصادق ( عليه السلام ) : إذا قُبضت الروح فهي مُظِلَّةٌ فوق الجسد ، روح المؤمن وغيره ، تنظر إلى كل شئ يصنع به . فإذا كفن ووضع على السرير وحمل على أعناق الرجال ، عادت الروح إليه ودخلت فيه ، فيُمد له في بصره فينظر إلى موضعه من الجنة أو من النار ، فينادي بأعلى صوته إن كان من أهل الجنة : عجلوني عجلوني ، وإن كان من أهل النار : ردوني ردوني ، وهو يعلم كل شئ يُصنع به ، ويسمع الكلام ) .