ومنهم من تأخذه النار إلى عنقه ، على قدر ذنوبهم وأعمالهم . ومنهم من يمكث فيها شهراً ثم يخرج منها ، ومنهم من يمكث فيها سنة ثم يخرج منها ، وأطولهم فيها مكثاً بقدر الدنيا منذ يوم خلقت إلى أن تفنى . فإذا أراد الله أن يخرجهم منها قالت اليهود والنصارى ومن في النار من أهل الأديان والأوثان لمن في النار من أهل التوحيد : آمنتم بالله وكتبه ورسله فنحن وأنتم اليوم في النار سواء ! فغضب الله غضباً ، لم يغضبه لشئ فيما مضى ، فيخرجهم إلى عين بين الجنة والصراط ، فينبتون فيها نبات الطراثيث في حميل السيل ، ثم يدخلون الجنة ، مكتوب في جباههم : هؤلاء الجهنميون عتقاء الرحمن ، فيمكثون في الجنة ما شاء الله أن يمكثوا ، ثم يسألون الله تعالى أن يمحو ذلك الاسم عنهم ، فيبعث الله ملكاً فيمحوه . ثم يبعث الله ملائكة معهم مسامير من نار فيطبقونها على من بقي فيها يسمرونها بتلك المسامير فينساهم الله على عرشه ، ويشتغل عنهم أهل الجنة بنعيمهم ولذاتهم ، وذلك قوله : رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ ) . ورواه البخاري ( 8 / 187 ) بصيغة : ( ليصيبن أقواماً سَفْعٌ من النار بذنوب أصابوها عقوبةً ، ثم يدخلهم الله الجنة بفضل رحمته ، يقال لهم الجهنميون ) . وروته بقية مصادرهم بصيغ متعددة مفصلة ، ودخلت في بعضها الإسرائيليات . ( 10 ) هل يمكن أن نعرف أهل النار ؟ يقول الله تعالى : إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ . يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ . وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ . ( الانفطار : 13 - 16 ) .