إنها جنة دون جنة ، ونار دون نار . إنهم لا يساكنون أولياء الله . وقال : إن بينهما والله منزلة . وروى في / 98 ، عن حمران قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : إن الكفار والمشركين يعيرون أهل التوحيد في النار فيقولون : ما نرى توحيدكم أغنى عنكم شيئاً وما أنتم ونحن إلا سواء ! قال : فيأنف لهم الرب عز وجل فيقول للملائكة : إشفعوا فيشفعون لمن شاء الله ، ويقول للمؤمنين : مثل ذلك حتى إذا لم يبق أحد إلا تبلغه الشفاعة ، قال تبارك وتعالى : أنا أرحم الراحمين ، أخرجوا برحمتي . فيخرجون كما يخرج الفراش ! قال : ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : ثم مدت العمد وأصمدت عليهم وكان والله الخلود . وعن حمران قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : إنه بلغنا أنه يأتي على جهنم حينٌ تصطفق أبوابها ( أي تفرغ ) ؟ فقال : لا والله ، إنه الخلود . قلت : خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا شَاءَ اللهُ ؟ فقال : هذه في الذين يخرجون من النار ) . وقد روت بعض المصادر السنية مضمون ما تقدم . قال السيوطي في الدر المنثور ( 4 / 93 ) : ( وأخرج ابن أبي حاتم ، وابن شاهين في السنة عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( ص ) : إن أصحاب الكبائر من موحدي الأمم كلها ، الذين ماتوا على كبائرهم غير نادمين ولا تائبين ، من دخل منهم جهنم لا تَزْرَقٌّ أعينهم ولا تَسْوَدُّ وجوههم ، ولا يقرنون بالشياطين ، ولا يُغَلُّونَ بالسلاسل ، ولا يُجَرَّعُون الحميم ، ولا يلبسون القطران ، حرم الله أجسادهم على الخلود من أجل التوحيد ، وصورهم على النار من أجل السجود ، فمنهم من تأخذه النار إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه النار إلى عقبيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى فخذيه ، ومنهم من تأخذه النار إلى حجزته ،