( 4 ) جَنة الجن ونارهم في منطقة بين الجنة والنار روينا أن مؤمنين الجن يدخلون جنة خاصة بهم ، في منطقة تقع بين الجنة والنار ، فقد روى القمي في تفسيره ( 2 / 300 ) في تفسير قوله تعالى : قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا . يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا . أن النبي ( ص ) ولى عليهم أحداً منهم وكانوا يعودون إليه في كل وقت ، وأن منهم مؤمنين وكافرين ونواصب ويهود ونصارى ومجوس . وسئل العالم ( عليه السلام ) عن مؤمني الجن أيدخلون الجنة ؟ فقال : لا ، ولكن لله حظائر بين الجنة والنار ، يكون فيها مؤمنو الجن ، وفساق الشيعة ) .
أقول : مقتضى تكليف الجن بشريعة مثلنا أنهم يُحاسبون ويُثابون ويُعاقبون ، لكن جنتهم ونارهم تختلف عنا ، لأن تكوينهم يختلف عن تكويننا . ولم أرَ مخالفاً لذلك من علمائنا ، فتكون رواية تفسيره القمي بلا معارض .
أما أتباع المذاهب السنية فقال كثير من مفسريهم إن الجن لا يدخلون الجنة ، وروى ابن أبي حاتم في تفسيره ( 10 / 3297 ) : ( عن ابن عباس قال : لا يدخل مؤمنوا الجن الجنة ، لأنهم من ذرية إبليس ، ولا تدخل ذرية إبليس الجنة ) .
لكن ذلك لا يصح ذلك ، لأن ذرية إبليس بعض الجن وليسوا كلهم .
وقال العيني في عمدة القاري ( 15 / 184 ) : ( واختلفوا في مؤمني الجن هل يدخلون الجنة ، على أربعة أقوال . والجمهور على أنهم يدخلونها ، حكاه ابن حزم في الملل عن ابن أبي ليلى ، وأبي يوسف وجمهور الناس . . وعن مجاهد أنهم يدخلونها ولكن لا يأكلون ولا يشربون ويلهمون من التسبيح والتقديس ما يجده أهل الجنة من لذة الطعام والشراب . . القول الثاني : إنهم لا يدخلون الجنة بل يكونون في ربضها . . وهذا القول مأثور عن مالك والشافعي وأحمد وأبي يوسف

369