وبعضهم يميل إلى تعظيم ذاته ، ويفهم الدين من شيخ يقول له : من عرف نفسه فقد عرف ربه . وتحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر . فتعال معي حتى تعرف نفسك ، وتصل إلى معارج القرب من الله ! وقد بينا خطأ الإتجاهين ، وأن الحق بينهما ، في كتاب العقائد الإسلامية ، وكُتيِّب معرفة الله تعالى . ومن الواضح أن نوع التدين ينتج نظرة الإنسان إلى الآخرة والجنة والنار ، ويكون أشواقه إلى الجنة ، وخوفه من النار . الأمر الثالث : الإلفات إلى أحاديث الهرطقة اليهودية الموجودة في أحاديث الآخرة ، والحساب والعقاب والثواب ، والجنة والنار ، خاصة في المصادر السنية وبين عوام المسلمين . ونقصد بالهرطقة اللا منطقية واللامعقول ، المخالفة للعقل ولقوانين الشريعة الإسلامية وأحكامها . وبعضها راسخ في أذهان الناس ، بحيث يصعب عليك نزع الخطأ من قلوبهم ، وغرس المفهوم الصحيح بدله . ومن أمثلتها : الحكم على الزوجة التي تطلب الطلاق ، بأنها من أهل النار ! ففي سنن ابن ماجة : 1 / 662 : ( أن النبي ( ص ) قال : لا تَسأل المرأة زوجها الطلاق في غير كنهه فتجد ريح الجنة . وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً ) . ورواه الترمذي : 2 / 29 3 ، وأبو داود : 1 / 496 ، وأحمد : 5 / 277 ، والدارمي : 2 / 162 ، والحاكم : 2 / 200 ، والبيهقي : 7 / 316 . . وغيرهم ، وصححوه . فهذه المرأة بمجرد أن تطلب الطلاق حتى لو كان عندها سبب وجيه ، تصبح من أهل النار مخلدة فيها ، مع أنه لا يفتي بحرمة عملها فقيه ذو خبرة ! فكيف يستحق الإنسان النار على عمل مباح ، أحله الله تعالى في شريعته ؟ !