يجود بنفسه ، ولا يجود الإنسان بشئ إلا عن طيبة نفس ، غير مقهور ولا مجبور ولا مكروه . وأما جنة آدم ، فهي جنة من جنان الدنيا ، تطلع الشمس فيها وتغيب ، وليست بجنة الخلد ، ولو كانت جنة الخلد ما خرج منها أبداً . واعتقادنا أنه بالثواب يُخَلَّدُ أهل الجنة في الجنة ، وبالعقاب يخلد أهل النار في النار . وما من أحد يدخل الجنة حتى يعرض عليه مكانه من النار ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو عصيت الله لكنت فيه . وما من أحد يدخل النار حتى يعرض عليه مكانه من الجنة ، فيقال له : هذا مكانك الذي لو أطعت الله لكنت فيه . فيورث هؤلاء مكان هؤلاء ، وهؤلاء مكان هؤلاء ، وذلك قوله تعالى : أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ . الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وأقل المؤمنين منزلة في الجنة ، من له مثل ملك الدنيا عشر مرات ) ! أقول : في هذا الفصل كغيره من الفصول ، مواضيع كثيرة وبحوث : بدءاً من أسماء جهنم ، إلى أبوابها ، وموقعها ومناطقها ، وأنواع المعذبين فيها ، من المخلدين والمحكومين بمدة تنتهي وينقلون إلى الجنة ، وأنواع العذاب ودركاته ، وأشد الناس عذاباً ، وأخفهم عذاباً . ومشاهد النار في القرآن . وأحاديث النبي ( ص ) وأهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) . ومن بحوثها : هل يمكن معرفة أهل النار في الدنيا . وهل صحيح أن الحقد والحسد والغضب والزنا والشهوات ، وأنواعٌ أخرى من حب الدنيا ، أبواب لجهنم يعيش فيها أهلها كما قال الله تعالى : إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ . وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ . يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ . وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ . إلى آخر مفردات الموضوع ، التي لا يتسع المجال لبحثها ، فنكتفي بموجز عنها :