وروي أنه لا يصيب أحداً من أهل التوحيد ألمٌ في النار إذا دخلوها ، وإنما تصيبهم الآلام عند الخروج منها ، فتكون تلك الآلام جزاء بما كسبت أيديهم ، وما الله بظلام للعبيد . وأهل النار هم المساكين حقاً : لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا و : لا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلا شَرَابًا . إِلا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا . وإن استطعموا أطعموا من الزقوم ، وإن استغاثوا : يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِى الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا . وينادون من مكان بعيد : رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ . . رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ . فيمسك الجواب عنهم أحياناً ، ثم قيل لهم : قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ . وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ . وروي أنه يأمر الله تعالى برجال إلى النار ، فيقول لمالك : قل للنار لا تحرقي لهم أقداماً ، فقد كانوا يمشون بها إلى المساجد ، ولا تحرقي لهم أيديَ فقد كانوا يرفعونها إلي بالدعاء . ولا تحرقي لهم ألسنة ، فقد كانوا يكثرون تلاوة القرآن . ولا تحرقي لهم وجوهاً ، فقد كانوا يسبغون الوضوء . فيقول مالك : يا أشقياء ، فما كان حالكم ؟ فيقولون : كنا نعمل لغير الله ! فقيل لهم : خذوا ثوابكم ممن عملتم له ! واعتقادنا في الجنة والنار أنهما مخلوقتان ، وأن النبي ( ص ) قد دخل الجنة ، ورأى النار ، حين عرج به . واعتقادنا أنه لا يخرج أحد من الدنيا حتى يرى مكانه من الجنة أو من النار ، وأن المؤمن لا يخرج من الدنيا حتى ترفع له الدنيا كأحسن ما رآها ، ويرى مكانه في الآخرة ، ثم يخير فيختار الآخرة ، فحينئذ تقبض روحه . وفي العادة أن يقال : فلان