وأما قوله تعالى : وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ . وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلا يَرْجِعُونَ . ( يس : 66 - 67 ) فالمقصود به مطلق الطريق ، ولا علاقة لها بصراط القيامة . ( 5 ) أخذ علماء السلطة تحلة القسم من اليهود ! زعم اليهود أن الله تعالى وعد نبيه يعقوب ( عليه السلام ) بأنه لا يدخل أحداً من أولاده النار إلا أياماً معدودات تَحِلَّةَ القسم ( تفسير كنز الدقائق : 2 / 47 ) . فقالوا إن المسلمين كذلك لأن الله تعالى قال : وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . ( هود : 119 ) وقال : وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلُّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لأمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ . ( السجدة : 13 ) . وزعموا أن معنى قوله تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا . ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا . ( مريم : 72 ) أنه عز وجل سيدخل كل الناس جهنم ، لكي يُحلل قسمه ! قال البخاري في صحيحه ( 7 / 197 ) : ( قال رسول الله ( ص ) : يخلص المؤمنون من النار ، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار ) . وقال ابن حجر في فتح الباري ( 3 / 99 ) : ( قوله تعالى : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلا وَارِدُهَا ، قال الخطابي : معناه لا يدخل النار ليعاقب بها ، ولكنه يدخلها مجتازاً ولا يكون ذلك الجواز إلا قدر ما يحلل به الرجل يمينه ) ! وقد ارتضاه ابن حجر .