الكوثر في الحوض ، وظاهر الحديث أن الحوض بجانب الجنة لينصب فيه الماء من النهر الذي داخلها ) . وقال الشعراني في العهود المحمدية / 627 : ( ثم يؤمر بالخلائق إلى الصراط ، فينتهون إلى الصراط وقد ضربت عليه الجسور على جهنم ، أدق من الشعرة وأحد من السيف ، وقد غابت الجسور في جهنم مقدار أربعين ألف عام ولهب جهنم بجانبها يلتهب ، وعليها حسك وكلاليب وخطاطيف ، وهي تسعة جسور يحشر العباد كلهم عليها ، وعلى كل جسر منها عقبة مسيرة ثلاثة آلاف سنة : ألف سنة صعوداً ، وألف عام استواء ، وألف عام هبوطاً . وذلك قوله عز وجل : إن ربك لبالمرصاد . يعني على أهل تلك الجسور ملائكة يرصدون الخلق فيها ، فيسأل العبد عن الإيمان الخالص بالله تعالى ، فإن جاء به مخلصاً لا شك فيه ولا زيغ جاز إلى الجسر الثاني ، فيسأل عن الصلاة ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الثالث ، فيسأل عن الزكاة ، فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر الرابع فيسأل عن الصيام ، فإن جاء به تاماً جاز إلى الجسر الخامس ، فيسأل عن حجة الإسلام فإن جاء بها تامة جاز إلى الجسر السادس ، فيسأل عن الطهر من الحدث ، فإن جاء به تاماً جاز إلى الجسر السابع ، فيسأل عن المظالم فإن كان لم يظلم أحداً جاز إلى الجنة ، وإن كان قصر في واحدة منهن حبس على كل جسر منها ألف سنة حتى يقضي الله فيه بما يشاء . الحديث . ففتش يا أخي نفسك فإن كنت وقعت في شئ من هذه الذنوب التي ذكرت في المواقف المذكورة ، فقد سمعت ما تجازى به ، وإن تكن وقعت في شئ منها أو وقعت وقبل الله تعالى توبتك لم تقاس شيئاً من تلك الأهوال حتى تدخل الجنة برحمة الله تعالى ، ولكن من أين لك أن تعرف أن الله تعالى قبل توبتك فوالله لقد