وقد جاء الخبر بأن الطريق يوم القيامة إلى الجنة كالجسر يمر به الناس ، وهو الصراط الذي يقف عن يمينه رسول الله ( ص ) وعن شماله أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ويأتيهما النداء من قبل الله تعالى : ألقيا في جهنم كل كفار عنيد . وجاء الخبر أنه لا يعبر الصراط يوم القيامة إلا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) من النار . وجاء الخبر بأن الصراط أدق من الشعرة ، وأحدُّ من السيف على الكافر . والمراد بذلك أنه لا تثبت لكافر قدم على الصراط يوم القيامة ، من شدة ما يلحقهم من أهوال يوم القيامة ومخاوفها ، فهم يمشون عليه كالذي يمشي على الشئ الذي هو أدق من الشعرة وأحد من السيف . وهذا مثلٌ مضروب لما يلحق الكافر من الشدة في عبوره على الصراط . وهو طريق إلى الجنة وطريق إلى النار ، يشرف العبد منه إلى الجنة ، ويرى منه أهوال النار ) . وفي معاني الأخبار / 32 : ( عن عبيد الله بن الحلبي ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : الصراط المستقيم أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) . وعن المفضل بن عمر قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن الصراط فقال : هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل . وها صراطان : صراط في الدنيا ، وصراط في الآخرة . وأما الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفترض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه ، مَرَّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة ، فتردَّى في نار جهنم ) . أما علماء المذاهب السنية ، فقال ابن حجر في فتح الباري ( 11 / 405 ) : ( تقدم أن الصراط جسر جهنم ، وأنه بين الموقف والجنة ، وأن المؤمنين يمرون عليه لدخول الجنة ، فلو كان الحوض دونه لحالت النار بينه وبين الماء الذي يصب من