) : العدل . قال : فما معناه في كتابه : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ ؟ قال : فمن رجح عمله ) . ويظهر من قول المفيد ( رحمه الله ) : ( فليس الأمر في معنى ذلك على ما ذهب إليه أهل الحشو من أن في القيامة موازين كموازين الدنيا لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيها ) أن ما نفاه هو نوع موازين الدنيا التي ذهب إليها أهل الحشو . ولم ينف الموازين من نوع آخر كما نرجحه . ولا يبعد أن يكون حديث الإمام الرضا ( عليه السلام ) ناظراً إلى ذلك ، فقد أطال الحشوية في وصف الميزان وأن له كفَّتين ولساناً ، وتكلموا في طوله وقدرته على وزن الأجسام الثقيلة . . الخ . بل قالوا إن الميزان نزل إلى الدنيا فوزن النبي ( ص ) وأمته وأصحابه ، حتى وصل إلى علي ( عليه السلام ) فارتفع إلى السماء ! فقد روى أحمد في مسنده ( 5 / 44 ) أن النبي ( ص ) قال ذات يوم : أيكم رأى رؤيا ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله ، رأيت كأن ميزاناً دُلِّيَ من السماء فوزنت أنت بأبي بكر فرجحت بأبي بكر ، ثم وزن أبو بكر بعمر فرجح أبو بكر بعمر ، ثم وزن عمر بعثمان فرجح عمر بعثمان ، ثم رفع الميزان ) . ورواه أبو داود : 2 / 398 ، والترمذي : 3 / 369 ، والنسائي في فضائل الصحابة / 12 . ونحوه في الرياض النضرة : 1 / 38 . فلأجل هذا الحشو اللا معقول نفى المفيد ( رحمه الله ) أن يكون كميزان الدنيا . 6 . والصحيح عندنا أنه ميزان مادي لكن من نوع آخر غير ما تصوره الحشوية . يدل عليه الأحاديث الكثيرة الصحيحة التي نصت على تجسم الأعمال ، بل تكفي القرائن الموجودة في أحاديث الميزان نفسها كقوله ( ص ) :