4 . أما المفيد ( رحمه الله ) فاختار في تصحيح الإعتقادات / 114 ، أن الميزان معنوي وليس مادياً قال : ( والموازين : هي التعديل بين الأعمال والجزاء عليها ، ووضع كل جزاء في موضعه ، وإيصال كل ذي حق إلى حقه . فليس الأمر في معنى ذلك على ما ذهب إليه أهل الحشو من أن في القيامة موازين كموازين الدنيا ، لكل ميزان كفتان توضع الأعمال فيها ، إذ الأعمال أعراض والأعراض لا يصح وزنها ، وإنما توصف بالثقل والخفة على وجه المجاز ، والمراد بذلك أن ما ثقل منها هو ما كثر واستحق عليه عظيم الثواب ، وما خف منها ما قل قدره ، ولم يستحق عليه جزيل الثواب ) . ومثله أبو الصلاح الحلبي ، قال في الكافي / 494 : ( إن قيل : فما معنى الموازين ، والأعمال أعراض يستحيل وزنها أو وزن المستحق بها لعدمه ؟ قيل : الموازين عبارة عن العدل في أهل الموقف وإيصال كل منهم إلى مستحقه ، ألا ترى قوله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ . فنص سبحانه على أن الموازين عبارة عن عدله في توفية كل ذي حق حقه . . . وهذا شايع في عرف المخاطبين بالقرآن ، يقولون : ميزان فلان راجح عندي أو عند فلان ، أي أعماله ثابتة كبيرة ، وميزان فلان خفيفة ولا وزن لأفعاله ) . 5 . كأن المفيد وغيره ممن نفوا وزن الأعمال وزناً مادياً ، استندوا إلى ما ورد في جواب الإمام الرضا ( عليه السلام ) لبعض الماديين ، بحضور المأمون : ( قال : أوليس توزن الأعمال ؟ قال : لا ، إن الأعمال ليست بأجسام ، وإنما هي صفة ما عملوا ، وإنما يحتاج إلى وزن الشئ من جهل عدد الأشياء ولا يعرف ثقلها أو خفتها ، وأن الله لا يخفى عليه شئ . قال : فما معنى الميزان ؟ قال ( عليه السلام