الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ . ( الأعراف : 6 - 9 ) . وقال تعالى : فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ . وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ . ( المؤمنون : 102 - 103 ) . وقال تعالى : يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ . وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ . فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ . فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ . وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ . فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ . ( القارعة : 4 - 101 ) . 2 . مرحلة الميزان آخر مرحلة في الحساب ، وليس بعدها إلا تطاير الكتب وتوزيع النتائج . ومعنى هذا أن يتم في آخر الحساب تحويل الأعمال إلى وحدات دقيقة ، تُحدد نقاط استحقاق كل شخص من العقاب والثواب . وهذه الآيات صريحة في وزن الأعمال يوم القيامة بشكل من الأشكال ، وأن الأعمال الصالحة ثقيلة تُرَجِّحُ الميزان ، والأعمال الشريرة خفيفة ترفع كفته . والظاهر منها أن الميزان وجود مادي حقيقي ، وأن الأعمال تتجسد فتكون السيئات خفيفة والحسنات ثقيلة . قال الصدوق في المقنع / 297 : ( وعليك بالصلاة على رسول الله ( ص ) فإني رويت أن رسول الله ( ص ) قال : أنا عند الميزان غداً ، فمن رجحت سيئاته على حسناته ، جئت بالصلاة عليَّ حتى أثَقِّلَ بها حسناته ) . كما نصت رواية صحيحة على أن الميزان من مواطن المحشر ، فيكون له محل وزمان . ففي كامل الزيارات / 506 ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : ( من زارني على بعد داري ، وشطون مزاري ، أتيته يوم القيامة في ثلاث مواطن حتى أخلصه من أهوالها : إذا تطايرت الكتب يميناً وشمالاً ، وعند الصراط ، وعند الميزان ) .