فَجَزَتْ قريشاً عني الجوازي ، فقد قطعوا رحمي ، وسلبوني سلطان ابن أمي . وأما ما سألت عنه من رأيي في القتال فإن رأيي في قتال المحلين حتى ألقى الله ، لا يزيدني كثرة الناس حولي عزة ، ولا تفرقهم عني وحشة . ولا تحسبن ابن أبيك ولو أسلمه الناس ، متضرعاً متخشعاً ، ولا مقراً للضيم واهناً ، ولا سلس الزمام للقائد ، ولا وطئ الظهر للراكب المتقعد ، ولكنه كما قال أخو بني سليم : < شعر > فإن تسأليني كيف أنت فإنني * صبور على ريب الزمان صليب ) . < / شعر > ( نهج البلاغة : 3 / 61 ) . « اللهم إني أستعديك على قريش ، فإنهم أضمروا لرسولك ( ص ) ضروباً من الشر والغدر فعجزوا عنها ، وحِلْتُ بينهم وبينها ، فكانت الوجبة بي والدائرة عليَّ ! اللهم احفظ حسناً وحسيناً ، ولا تمكن فجرة قريش منهما ما دمت حياً فإذا توفيتني فأنت الرقيب عليهم ، وأنت على كل شئ شهيد . وقال له قائل : يا أمير المؤمنين ، أرأيت لو كان رسول الله ( ص ) ترك ولداً ذكراً قد بلغ الحلم وآنس منه الرشد ، أكانت العرب تسلم إليه أمرها ؟ قال : لا ، بل كانت تقتله إن لم يفعل ما فعلتُ ! ولولا أن قريشاً جعلت اسمه ذريعة إلى الرياسة ، وسلَّماً إلى العز والأمرة لما عبدت الله بعد موته يوماً واحداً ، ولارتدت في حافرتها ، وعاد قارحها جذعاً ، وبازلها بكراً .