أول النعم ؟ قال : طيب الولادة ، ولا يحبنا إلا من طابت ولادته ) . ( أمالي الصدوق / 562 ) . وأما ولادتنا الثانية ، فهي ولادة روحنا من جسدنا بالموت : قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( مَثَلُ روح المؤمن وبدنه كجوهرة في صندوق ، إذا أخرجت الجوهرة منه اطُّرِحَ الصندوق ولم يعبأ به ) . ( مختصر البصائر / 67 ) . أقول : سمينا خروج الروح من البدن ولادة ، لأنها تكون انطبعت بطابعه وصارت توأماً له ، وقد قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) إن مسكنها في الدماغ ، وأشعتها حول البدن على شكل كِلَل ، وأنها بمجرد خروجها من البدن تتبدل بقالب من نوع آخر ، وتعيش فيه في البرزخ في نعيم أو عذاب ولا تشعر بالزمن ، إلى يوم القيامة ، ولكنها تبقى تحن إلى البدن ، وتنتظر حتى يصنع من جديد يوم القيامة ، فتعود الروح إليه . أما البدن فيفسد ويتحلل إلا نواته ، التي تحمل خصائص الإنسان حسب عمله ، وهي بذرة تزرع يوم القيامة فتنبت ، أو تجمع بواسطتها أجزاء البدن وتنمو في القبر فإذا اكتمل نموها تعود إليها الروح . فقد سئل الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( عن الميت يبلى جسده ؟ قال : نعم ، حتى لا يبقى له لحم ولا عظم إلا طينته التي خلق منها فإنها لا تبلى ، تبقي في القبر مستديرة حتى يخلق منها كما خلق أول مرة ) . ( الكافي : 3 / 251 ) . هذا ، وسيأتي بحث الاحتضار وخروج الروح من البدن . وأما ولادتنا الثالثة ، فهي ولادة جسدنا يوم القيامة وعودة الروح إليه :