فيشهدون في هذا الموطن ، فذلك قوله : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا . ثم يجتمعون في موطن آخر ، يكون فيه مقام محمد ( ص ) وهو المقام المحمود ، فيثني على الله تبارك وتعالى بما لم يُثْنَ عليه أحد قبله ، ثم يثني على الملائكة كلهم ، فلا يبقى ملك إلا أثنى عليه محمد ، ثم يثني على الرسل بما لم يثن عليهم أحد قبله ، ثم يثني على كل مؤمن ومؤمنة ، يبدأ بالصديقين والشهداء ثم بالصالحين ، فيحمده أهل السماوات والأرض ، فذلك قوله : عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا . فطوبى لمن كان له في ذلك المقام حظ ، وويل لمن لم يكن له في ذلك المقام حظ ولا نصيب . ثم يجتمعون في موطن آخر ويدال بعضهم من بعض . . ) . ( 3 ) المفاجآت يوم القيامة قال الله تعالى : إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ . لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ . خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ . فهي تخفض أناساً كانوا عالين في الدنيا ، فتذهب بهم إلى جهنم ، نعوذ بالله . وترفع أناساً كانوا ضعفاء أو مستضعفين ، فتذهب بهم إلى الجنة . وروى الصدوق ( رحمه الله ) في كتاب التوحيد / 107 ، عن الإمام الرضا ( عليه السلام ) قال : ( إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد ، ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيرى الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاماً لم يرها في دار الدنيا . وقد سَلَّمَ الله عز وجل على يحيى في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته ، فقال : وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا . وقد سَلَّمَ عيسى بن مريم ( عليه السلام ) على نفسه في هذه الثلاثة المواطن فقال : وَالسَّلامُ عَلَىَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) .