وأوجبكم عليَّ شفاعةً : أصدقكم حديثاً ، وأعظمكم أمانةً ، وأحسنكم خلقاً ، وأقربكم من الناس ) . ( مستدرك الوسائل : 11 / 171 ) . فالشفاعة لها قوانين دقيقة ككل الأعمال الربانية الدقيقة الحكيمة ، وليست من نوع الوساطات الدنيوية ، كما يتصوره بعض المستشرقين أو الوهابيين . قال المستشرق اليهودي جولد تسيهر في كتابه مذاهب التفسير الإسلامي / 192 ، مادحاً المعتزلة لقولهم بعدم شمول الشفاعة لمرتكبي الكبائر : ( لا يريدون التسليم بقبول الشفاعة على وجه أساسي حتى لمحمد ، ذلك بأنه يتعارض مع اقتناعهم بالعدل الإلهي المطلق ) . وقال بعض المتأثرين بالأفكار الوهابية : ( إن الشفاعة إنما هي بالشكل فقط ، وليست حالة وساطة بالمعنى الذي يفهمه الناس في علاقتهم بالعظماء حيث يلجؤون إلى الأشخاص الذين تربطهم بهم علاقة مودة أو مصلحة أو موقع معين ، ليكونوا الواسطة في إيصال مطالبهم وقضاء حوائجهم عنده ) . وقال : ( وفي ضوء ذلك لا معنى للتقرب للأنبياء والأولياء ليحصل الناس على شفاعتهم ، لأنهم لا يملكون من أمرها شيئاً بالمعنى الذاتي المستقل ، بل الله هو المالك لذلك كله على جميع المستويات ، فهو الذي يأذن لهم بذلك في مواقع محددة ، ليس لهم أن يتجاوزوها . الأمر الذي يفرض التقرب إلى الله في أن يجعلنا ممن يأذن لهم بالشفاعة له ) . ( خلفيات مأساة الزهراء ( عليها السلام ) / : 1 / 221 ) . ( 2 ) أنواع المحاكم الإلهية في المحشر تدل الأحاديث الشريفة على أن محاكم الله تعالى أنوع متعددة في المحشر . فمنها محاكم للحكم في الدماء ، ومحاكم للحكم في الجرائم بحق الإنسانية ، ومحاكم لظلامات العباد ، ومحاكم للمعاصي الفردية .