الخامسة : الشفاعة حق لأصحاب الدرجات الإضافية يمكن تقريب الشفاعة إلى الذهن بأنها : قاعدة الاستفادة من الدرجات الإضافية ، كأن يقال للطالب : يمكنك أن تستفيد من النمرات الإضافية على المعدل ، وتعطيها إلى أصدقائك ، الأقرب فالأقرب من النجاح . ولنفرض أن الانسان يحتاج للنجاة من النار ودخول الجنة إلى 51 درجة ( مَنْ رَجُحَتْ حسناتُه على سيئاتِه ) فالذي بلغ عمله 400 درجة مثلاً يُسمح له أن يوزع 349 درجة على أعزائه ، ولكن ضمن شروط ، بأن يكونوا مثلاً من أقربائه القريبين ، وأن يكون عند أحدهم ثلاثين درجة فما فوق ، وذلك لتحقيق أفضل استفادة وأوسعها من الدرجات الإضافية . وقد نصت أحاديث أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) على أن شفاعة المؤمن تكون على قدر عمله ، ففي مناقب آل أبي طالب ( 2 / 15 ) عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) في قوله تعالى : وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ . قال : ذلك النبي ( ص ) وعلي ( عليه السلام ) يقوم على كُومٍ قد علا الخلايق فيشفع ، ثم يقول : يا علي إشفع . فيشفع الرجل في القبيلة ، ويشفع الرجل لأهل البيت ، ويشفع الرجل للرجلين على قدر عمله . فذلك المقام المحمود ) . وروت شبيهاً به مصادر السنة أيضاً . ودرجات الملائكة والأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) متفاوتة ، وأعظمهم درجةً نبينا ( ص ) ، ولذلك صار أعظمهم شفاعة عند الله تعالى . والذين تشملهم الشفاعة هم الأقرب إلى النجاح ، والأفضل من مجموع المسيئين . وقد وردت في شروطهم أحاديث ، منها عن النبي ( ص ) : ( إن أدناكم مني