ثم رجح ابن حجر أن يكون قبل الصراط ، واستشهد بحديث لقيط الذي أخرجه ابن أبي عاصم في السنة والطبراني والحاكم ، وقال : ( وهو صريح في أن الحوض قبل الصراط ) . 5 . لا يحب رواة السلطة أحاديث الحوض ، لأنها طعنت في الصحابة ، ونصت على أن غالبيتهم العظمى يُطردون عن الحوض ، ويؤمر بهم إلى النار . وقد تقدم حديث البخاري ( 7 / 208 ) : ( قال : بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلمَّ ، فقلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ! قلت : وما شأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى . ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ! قلت ما شأنهم ؟ قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ! فلا أراه يخلص منهم إلا مِثْلُ هَمَل النَّعَم ) . أي أقل القليل . 6 . حاول بعض الحكام الأمويون تكذيب أحاديث الحوض ، فكانوا يسخرون من حوض محمد ، وآمر السقاية عليه علي ! فقد كان عبيد الله بن زياد وهو حاكم العراق وإيران ، يتجاهر بالتكذيب به ! قال الحاكم ( 1 / 75 ) إن أبا سبرة بن سلمة الهذلي سمع ابن زياد يسأل عن الحوض حوض محمد ، فقال : ما أراه حقا ! بعد ما سأل أبا برزة الأسلمي ، والبراء بن عازب ، وعائذ بن عمرو ، قال : ما أصدق هؤلاء ! الخ . وروى ( 1 / 78 ) عن أنس قال : ( دخلت على عبيد الله بن زياد وهم يتراجعون في ذكر الحوض ، قال فقال جاءكم أنس ، قال : يا أنس ما تقول في الحوض ؟ قال قلت : ما حسبت أني أعيش حتى أرى مثلكم يمترون في الحوض ! لقد تركت