بعدي عجائز ما تصلي واحدة منهن صلاة إلا سألت ربها أن يوردها حوض محمد ( ص ) ! هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه ) . وروى البيهقي في الإعتقاد والهداية / 84 عن أبي حمزة قال : ( دخل أبو برزة على عبيد الله بن زياد فقال : إن محمدكم هذا لدحداح ! فقال : ما كنت أراني أن أعيش في قوم يعدون صحبة محمد ( ص ) عاراً ! قالوا : إن الأمير إنما دعاك ليسألك عن الحوض ! فقال : عن أي باله ؟ قال : أحق هو ؟ قال : نعم ، فمن كذب به فلا سقاه الله منه ) ! ويظهر أن السخرية الأموية أثرت في الناس ، فبعد نصف قرن ، أراد عمر بن عبد العزيز أن يتثبت من صحة أحاديث الحوض ! فأرسل إلى المدينة في إحضار صحابي كبير السن ، لكي يسمع منه الحديث مباشرة ! فقد روى البيهقي في شعب الإيمان ( 8 / 243 ) : ( أن ابن عبد العزيز بعث إلى أبي سلام الحبشي ، وحمل على البريد حتى قدم عليه فقال : إني بعثت إليك أشافهك حديث ثوبان في الحوض ! فقال أبو سلام : سمعت ثوبان يقول سمعت رسول الله ( ص ) يقول : حوضي من عدن أبين إلى عمان البلقاء ، أكوازه مثل عدد نجوم السماء ، ماؤه أحلى من العسل ، أشد بياضاً من اللبن ، من شرب منه شَربة لم يظمأ بعدها أبداً ، أول من يرد علي فقراء أمتي . فقال عمر : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الشعث الرؤوس ، الدنس الثياب ، الذين لا ينكحون المتنعمات ) وقال الذهبي في سير ه : 4 / 355 : ( أبو سلام ممطور الحبشي . . استقدمه عمر بن عبد العزيز في خلافته إليه على البريد ، ليشافهه بما سمع من ثوبان في حوض النبي فقال له : شققت عليَّ ، فاعتذر إليه عمر وأكرمه . توفي سنة نيف ومئة ) . وهذا يدل على تأثير التشكيك الأموي حتى على متدينيهم كعمر بن عبد العزيز !