ألا ترى أن الذي خلق هذه الكائنات ووضع لها هذه القوانين ، له هدف في الذي يفوز بتخصيب البويضة ، ويكون زيداً أو عمرواً ؟ وهل سمعت بقوانين الحويمنات المسموح لها أن تخصب البويضة ، والممنوع عليها ذلك ؟ قال سلام بن المستنير : ( سألت أبا جعفر الباقر ( عليه السلام ) ) عن قول الله عز وجل : مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ؟ فقال : المخلقة هم الذر الذين خلقهم الله في صلب آدم ( عليه السلام ) أخذ عليهم الميثاق ، ثم أجراهم في أصلاب الرجال وأرحام النساء ، وهم الذين يخرجون إلى الدنيا حتى يُسألوا عن الميثاق . وأما قوله : وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ ، فهم كل نسمة لم يخلقهم الله في صلب آدم ( عليه السلام ) حين خلق الذر وأخذ عليهم الميثاق ، وهم النُّطَف من العزل ، والسقط قبل أن ينفخ فيه الروح والحياة والبقاء ) . ( الكافي : 6 / 12 ) . وروت ذلك مصادر السنة ، كما في سنن سعيد بن منصور ( 2 / 98 ) : ( عن إبراهيم قال : سئل بن مسعود عن العزل فقال : لا عليكم ألا تفعلوا ، فلو أن هذه النطفة التي أخذ الله منها الميثاق كانت في صخرة ، لنفخ فيها الروح ) . ومعنى ذلك أن نطف الرجال تنقسم أولاً إلى قسمين : قسم يحمل جينات من أخذ عليهم الميثاق وتم امتحانهم في عالم الذر ، فهو نسخة منهم ، وهذا يسمح له بالتخصيب . وقسم ليسوا نسخاً منهم ، فلا يسمح لهم بالتخصيب ، والخروج إلى الحياة ! وهل سمعت بقانون منع الحويمن لشخص مؤمن أن يتولد من زنا ! فهؤلاء المأخوذ عليهم الميثاق والمسموح لهم بالحياة من الخمسة ملايين حويمن أو إنسان ،