وأبسط إشكال عليهم : أن أقوالهم رجمٌ بالغيب بدون دليل ، وأنهم استبعدوا علياً والعترة النبوية ( عليهم السلام ) مع وجود النص فيهم ، بغياً عليهم ، وأخرجوهم حتى من العدول الشفعاء الذين اخترعوهم ! وقد أحس ابن حجر بأن تفسير الرجال في قوله تعالى : وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ، بالملائكة لا يصح ، ولكنه لم يقل من هم أولئك الرجال ! قال في فتح الباري ( 8 / 223 ) : ( اختلف في المراد بالأعراف في قوله تعالى : وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ، وعن أبي مجلز هم ملائكة وُكِّلوا بالصُّور ليميزوا المؤمن من الكافر . واستشكل بأن الملائكة ليسوا ذكوراً ولا إناثاً فلا يقال لهم رجال . وأجيب بأنه مثل قوله في حق الجن : وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الآنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ ، ذكره القرطبي في التذكرة . وليس بواضح لأن الجن يتوالدون ، فلا يمتنع أن يقال فيهم الذكور والإناث ، بخلاف الملائكة ) . ونورد فيما يلي عدداً من أحاديث أهل البيت ( عليهم السلام ) في تفسير آيات الأعراف ، وهي مستفيضة ، وقد تكون متواترة : ففي كفاية الأثر / 195 : ( عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال سمعت فاطمة ( عليها السلام ) تقول : سألت أبي عن قول الله تبارك وتعالى : وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاً بِسِيمَاهُمْ ؟ قال : هم الأئمة بعدي : علي وسبطاي وتسعة من صلب الحسين ، هم رجال الأعراف ، لا يدخل الجنة إلا من يعرفهم ويعرفونه ، ولا يدخل النار إلا من أنكرهم وينكرونه ، ولا يعرف الله إلا بسبيل معرفتهم ) . وفي الكافي ( 1 / 184 ) : ( عن مقرن قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين : وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاً بِسِيمَاهُمْ ؟ فقال : نحن على الأعراف نعرف