وقال الزجاج : هم قوم أنبياء . وقيل : هم قوم كانت لهم صغائر لم تكفر عنهم بالآلام والمصائب في الدنيا وليست لهم كبائر فيحبسون عن الجنة لينالهم بذلك غم فيقع في مقابلة صغائرهم . وتمنى سالم مولى أبي حذيفة أن يكون من أصحاب الأعراف ، لأن مذهبه أنهم مذنبون . وقيل : هم أولاد الزنى ، ذكره القشيري عن ابن عباس . وقيل : هم ملائكة موكلون بهذا السور ، يميزون الكافرين من المؤمنين قبل إدخالهم الجنة والنار ، ذكره أبو مجلز . فقيل له لا يقال للملائكة رجال ! فقال : إنهم ذكور وليسوا بإناث . . قال ابن عطية : واللازم من الآية أن على الأعراف رجالاً من أهل الجنة يتأخر دخولهم . . . قلت : فوقف عن التعيين لاضطراب الأثر والتفصيل ، والله بحقائق الأمور عليم ) . ومما قاله القرطبي ( 7 / 212 ) : ( وذكر الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قول عز وجل : وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ ، قال : الأعراف موضع عال على الصراط عليه العباس وحمزة وعلي بن أبي طالب وجعفر ذو الجناحين رضي الله عنهم ، يعرفون محبيهم ببياض الوجوه ومبغضيهم بسواد الوجوه . وحكى الزهراوي أنهم عدول القيامة الذين يشهدون على الناس بأعمالهم ، وهم في كل أمة . واختار هذا القول النحاس وقال : وهو من أحسن ما قيل فيه ، فهم على السور بين الجنة والنار ) . أقول : لاحظ أن بعضهم روى أن أصحاب الأعراف من أقارب النبي ( ص ) لكن حذف منهم علياً والحسنين ( عليهم السلام ) وأدخل فيهم العباس ، تقرباً إلى الحكام العباسيين ! وبعضهم أعرض عن الرواية ، وأبعدهم عن عترة النبي ( ص ) وزعم أنهم عدول الأمة الشفعاء ، ولم يسمهم !