حتى يفرغ مما بين الناس : رجل قرأ القرآن فأم به قوماً وهم به راضون ، ورجل أذن ودعا إلى الله ابتغاء وجه الله تعالى ، ورجل مملوك ابتلي بالرق في الدنيا ، فلم يشغله ذلك عن طلب الآخرة ) . كما ذكرت كثيب المسك روايات أخرى ، لكن جعلته في الجنة ، وجعلت نزول الله بذاته والعياذ بالله ، وسيأتي ردُّ ذلك . والنتيجة : أن تفسير آيات الأعراف ، التي جعلها الله تعالى متشابهة لحكمةٍ يعلمها ، لا تصح إلا بجعل الواقفين عليها نوعين : أئمة الأعراف ( عليهم السلام ) ، وأصحاب الأعراف من مذنبي شيعتهم ، الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم ، لم يدخلوا الجنة وهم يطمعون أن يدخلوها بشفاعة أئمتهم ( عليهم السلام ) . بعد هذا ، تعالَ اقرأ تخبط المفسرين من أتباع الحكومات القرشية ، والوجوه العشرة والعشرين التي رجموها في تفسير رجال الأعراف حتى جعلوهم ملائكة ، لأنهم لا يريدون الاعتراف بهذه الفضيلة لأئمة العترة النبوية ( عليهم السلام ) ! قال إمامهم الكبير القرطبي ، الذي يأخذ منه ابن حجر وكثير من علمائهم ، قال في تفسيره الجامع لأحكام القرآن ( 7 / 211 ) : ( وقد تكلم العلماء في أصحاب الأعراف على عشرة أقوال : فقال عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان وابن عباس والشعبي والضحاك وابن جبير : هم قوم استوت حسناتهم وسيئاتهم . . . وقال مجاهد : هم قوم صالحون فقهاء علماء . وقيل : هم الشهداء ، ذكره المهدوي . وقال القشيري : وقيل هم فضلاء المؤمنين والشهداء . . . وقال شرحبيل بن سعد : هم المستشهدون في سبيل الله الذين خرجوا إلى الجهاد عصاة لآبائهم . . . وذكر الثعلبي . . . ( سيأتي ) .