أين شيعتنا ؟ فيقبلون إليهم فيعرفونهم بأسمائهم وأسماء آبائهم ، وذلك قوله تعالى : يَعْرِفُونَ كُلاً بِسِيمَاهُمْ ، فيأخذون بأيديهم ، فيجوزون بهم الصراط ويدخلونهم الجنة ) . أقول : لاحظ هذا التفسير المنطقي المنسجم ، فالأعراف مكان مشرف على الجنة والنار ، يشاهد من يقف فيه أهل الجنة وأهل النار ويكلمهم . ولا يوجد مكان في المحشر مشرفٌ غيره . والواقفون عليه هم الأئمة من عترة النبي ( ص ) وأولهم علي ( عليه السلام ) ، ومعهم فاطمة الزهراء وخديجة الكبرى ، وأبرار من بني هاشم ، ومعهم بعض كبار شيعتهم كسلمان والمقداد وعمار . ويرسل الله إليهم المذنبين من شيعتهم ممن استوت حسناتهم وسيئاتهم ، وبعضهم ينادونهم هم ويحضرونهم . أما أبرار شيعتهم فيساقون إلى الجنة . ويخاطب الأئمة ( عليهم السلام ) أهل النار وبعض أئمتها المسستكبرين ، الذين ظلموهم وظلموا شيعتهم ، ثم يشفعون للمذنبين ويأمرون بهم إلى الجنة . وقد ورد ذكر كَثِيبُ المِسْك في المحشر وأنه مركز قيادة النبي ( ص ) في مجئ نوح ( عليه السلام ) إلى رسول الله ( ص ) ( الكافي : 8 / 267 ) : ( فيخرج نوح ( عليه السلام ) فيتخطى الناس حتى يجئ إلى محمد ( ص ) وهو على كثيب المسك ، ومعه علي ( عليه السلام ) ) . وذكر كثيب المسك البيهقي في شعب الإيمان ( 3 / 120 ) والمنذري في الترغيب ( 3 / 26 ) ، وغيرهما ، ولم يذكروا فيه النبي وآله ( عليهم السلام ) ، قال : ( سمع أبا هريرة وأبا سعيد الخدري يقولان سمعنا رسول الله ( ص ) يقول إن ثلاثة يوم القيامة على كثيب من مسك أسود ( أذفر ) لا يهولهم فزع ، ولا ينالهم حساب ،