بل لا تسقط ورقة خضراء أو يابسة من شجرة أو نبتة ، ولا تُبَرْعِمُ حبةٌ من تراب الأرض ، إلا بحساب وكتاب : وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ . . وكل مخلوق له مخطط كامل قبل وجوده ومعه وبعده ، فكيف بالإنسان وهو أكبر كلمات الله تعالى . ولو أردنا أن نكتب هذه المخططات ، فلا تكفينا بحار الدنيا حبراً لأقلامنا ، أو لأجهزة الطباعة ! قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّى لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّى وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا . قرأت أن خرائط طائرة الميراج التي سرقها عملاء إسرائيل من فرنسا ، كانت خمسة أطنان . والنبتة في مجاهل الصحراء لا تقل خرائطها عن طائرة الميراج . فكيف بالإنسان وهو سيد المخلوقات ! لا تتصور يا صاحبي أن خلقك وخلقي بهذه البساطة . وإذا تمت مرحلة الخرائط . . فانظر إلى مراحل التنفيذ . قال الإمام الكاظم ( عليه السلام ) : ( لا يكون شئ في السماوات ولا في الأرض إلا بسبع : بقَضاء ، وقَدَر ، وإرادة ، ومَشيئة ، وكِتابٍ ، وأجَلٍ ، وإذْن . فمن زعم غير هذا فقد كذب على الله ، أو رد على الله عز وجل ) . ( الكافي : 1 / 149 ) . ولكل واحدة من هذه المراحل في مصنع الإنتاج الرباني ، فروع ، وقواعد ، وأحكام . وخرائط تفصيلية . فهل عرفت كم نحن بسطاء ، وجاهلون بقوانين فاعليات الله تعالى ؟ ( 4 ) ولادات الإنسان الثلاث قال الله تعالى عن يحيى ( عليه السلام ) : وَسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً . وروى الصدوق ( رحمه الله ) في كتاب التوحيد / 107 ، عن الإمام