والإشكال على الصيغتين : كيف تصح شهادة أمة النبي ( ص ) على أمم الأنبياء السابقين ولم يكونوا حاضرين ؟ وكيف لم يجد نوح ( عليه السلام ) شاهداً واحداً من أمته بأنه بلغ رسالة ربه ؟ وأين المؤمنون ، ووصيه من بعده ؟ والصحيح أن شهادة أمة النبي ( ص ) على الأمم بمعنى شهادة نبيها ( ص ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) . وإن صحت الرواية فلا بد أن يكون نوحاً ( عليه السلام ) سئل عن أدائه الميثاق الذي أخذه الله على الأنبياء ( عليهم السلام ) بنبوة محمد ( ص ) ، ولذلك استشهد به فأرسل ( ص ) إلى المحكمة من يشهد له . وروينا في مقام إبراهيم ( عليه السلام ) في المحشر ( علل الشرائع : 2 / 428 ) : ( عن بريد بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي عبد الله ( عليه السلام ) : كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليماني ، ولا يستلمون الركنين الآخرين ؟ فقال : قد سألني عن ذلك عباد بن صهيب البصري فقلت له : لأن رسول الله ( ص ) استلم هذين ولم يستلم هذين ، فإنما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله ( ص ) . وسأخبرك بغير ما أخبرت به عباداً : إن الحجر الأسود والركن اليماني عن يمين العرش ، وإنما أمر الله تبارك وتعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه . قلت : فكيف صار مقام إبراهيم عن يساره ؟ فقال : لأن لإبراهيم ( عليه السلام ) مقاماً في القيامة ، ولمحمد ( ص ) مقاماً . فمقام محمد عن يمين عرش ربنا عز وجل ، ومقام إبراهيم عن شمال عرشه ، فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة ، وعرش ربنا مقبل غير مدبر ) . وروى البخاري ( 4 / 110 ) عن أبي هريرة قصة خشنة غير منطقية عن إبراهيم ( عليه السلام ) في المحشر ، قال : ( يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر