لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللهُ ، يعني هدانا الله في ولاية أمير المؤمنين والأئمة من ولده ( عليهم السلام ) ) . وفي الكافي ( 1 / 419 ) عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( قال في قوله تعالى : وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ، قال : الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) ) . ومعناه أن وضع الموازين بإحضار الأنبياء والأوصياء ( عليهم السلام ) لأنهم الشهود . وسيأتي في تفسير قوله تعالى : وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاً بِسِيمَاهُمْ ذكر أعراف المحشر ، وهي مقر رئيس المحشر نبينا ( ص ) ومعاونية الأئمة من أهل بيته ( عليهم السلام ) . ففي تفسير القمي ( 1 / 231 ) بسند صحيح عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : ( الأعراف كثبان بين الجنة والنار ، والرجال الأئمة صلوات الله عليهم ، يقفون على الأعراف مع شيعتهم وقد سيق المؤمنون إلى الجنة بلا حساب ، فيقول الأئمة لشيعتهم من أصحاب الذنوب : أنظروا إلى إخوانكم في الجنة قد سيقوا إليها بلا حساب ، وهو قوله تبارك وتعالى : سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ . ثم يقال لهم : أنظروا إلى أعدائكم في النار وهو قوله : وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ . وَنَادَى أَصْحَابُ الأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ، في النار ، قَالُوا مَا أَغْنَى عَنْكُمْ جَمْعُكُمْ ، في الدنيا ، وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ . ثم يقولون لمن في النار من أعدائهم : أهؤلاء شيعتي وإخواني الذين كنتم أنتم تحلفون في الدنيا ، لا يَنَالُهُمُ اللهُ بِرَحْمَةٍ ، ثم يقول الأئمة لشيعتهم : اُدْخُلُوا الْجَنَّةِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ ) .