أنظر إلى ما خلق الله تعالى في هذه الطبيعة وهذا الكون الفسيح ، تجد كل شئ يؤدي دوره بنظْمٍ وهدف وتخطيط لوجوده قبل وجوده . فلماذا تريد للإنسان سيد هذه الطبيعة ، أن يكون بلا خطة ولا هدف ؟ ! وتسأل : وهل لله خطة بعد نهاية حياتنا على الأرض ؟ أقول : نعم ، قال ذلك أهل البيت ( عليهم السلام ) : ( عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول : لقد خلق الله عز وجل في الأرض منذ خلقها سبعة عالمين ليس هم من ولد آدم ، خلقهم من أديم الأرض فأسكنهم فيها واحداً بعد واحد مع عالمه ، ثم خلق الله عز وجل آدم أباً هذا البشر وخلق ذريته منه ، ولا والله ما خلت الجنة من أرواح المؤمنين منذ خلقها ، ولا خلت النار من أرواح الكفار والعصاة منذ خلقها عز وجل ، لعلكم ترون أنه كان يوم القيامة وصير الله أبدان أهل الجنة مع أرواحهم في الجنة ، وصير أبدان أهل النار مع أرواحهم في النار أن الله عز وجل لا يعبد في بلاده ولا يخلق خلقاً يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ؟ بلى والله ليخلقن الله خلقا من غير فحولة ولا إناث يعبدونه ويوحدونه ويعظمونه ويخلق لهم أرضاً تحملهم وسماء تظلهم ، أليس الله عز وجل : يقول : يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ . وقال الله عز وجل : أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ ) . ( الخصال / 359 ) . ( 3 ) لماذا لم أختر محيطي وعصر وجودي ؟ لو خُيِّرْتَ متى تُخلق ، وابن مَن تحب أن تكون ، فماذا تختار ؟ يقول أحدهم : أختار أن أكون من أولاد آدم المباشرين ، لأرى من أين جئنا والى أين نذهب ؟