مُخْتَلِفِينَ ، إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ . أي خلقهم ليتكاملوا برحمته وعطائه . وقد روي عن رسول الله ( ص ) أنه قال : ( في صحف موسى بن عمران ( عليه السلام ) : يا عبادي : إني لم أخلق الخلق لأستكثر بهم من قلة ، ولا لآنس بهم من وحشة ، ولا لأستعين بهم على شئ عجزت عنه ، ولا لجر منفعة ، ولا لدفع مضرة . ولو أن جميع خلقي من أهل السماوات والأرض اجتمعوا على طاعتي وعبادتي لا يفترون عن ذلك ليلاً ولا نهاراً ، ما زاد ذلك في ملكي شيئاً . سبحاني وتعاليت عن ذلك ) . ( علل الشرائع : 1 / 13 ) . وتسأل عن الحديث القدسي : كنت كنزاً مخفياً فأحببت أن أعرف ، فخلقت الخلق لكي أعرف ؟ ونقول : تناقله أهل التصوف ، ولم أجده مروياً عن نبينا وأهل بيته ( عليهم السلام ) . وعلى الذين يعتقدون بصحته ، أن يفسروه بما لا يمس الغنى المطلق لله تعالى . وتسأل عن معنى تكامل الإنسان ، فنقول : تكامل كل مخلوق أن يحقق وجوده بأقصى ما يمكن له ، وتكامل الإنسان أن يحقق لنفسه سبب الخلود في النعيم . هذا هو التكامل ، وكل سلوك يخدم هذا الهدف فهو يقع في طريق التكامل وكل سلوك يضر به ، فهو يقع في طريق التسافل ، وإن بدا جميلاً . وتسألني : هل كان وجودنا على أساس خطة من الله تعالى ؟ والجواب : وهل يمكن أن يكون غير ذلك ؟