وقد وروت حديث عالم الذر مصادر الحديث السنة ، كمسند أحمد : 1 / 272 ، و : 5 / 135 ، وفيه : وإني سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهدي وميثاقي وأنزل عليكم كتبي . قالوا : شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك ، فأقروا بذلك ورفع عليهم آدم ينظر إليهم . . والترمذي : 4 / 331 ، والحاكم : 1 / 27 ، وفيه : فنثرهم نثراً بين يديه كالذر ثم كلمهم : والحاكم : 1 / 457 ، و : 2 / 323 ، والدر المنثور : 3 / 142 ، وغيرها . ( 2 ) هل تعرف أن لوجودك خطة منذ الأزل يسأل المشكك : ولماذا خلق الله بني آدم ؟ ونقول له : ولماذا لا يخلقهم ؟ فعندما كان في علمه عز وجل أن بالإمكان وجود مخلوق يتكامل بإرادته ، بصراع الخير والشر في داخله ، وفي محيطه ، وأنه بهذه الطريقة سيتكامل منه قسم ، ويسقط الأكثر ، فلماذا لا يخلقه ؟ إن عدم خلقهم ظلم لمن كان سيتكامل منهم . وخلقهم ليس فيه ظلم لمن أبى التكامل وسقط ! إن ذلك كسؤالك عن فتح جامعة ، نعلم أنه سينبغ من طلابها قليل ، وينجح قسم منهم ، ويرسب كثيرون . فعدم فتحها فيه ظلم لطاقات كان يمكن أن تنبغ وتنجح ، وفتحها ليس فيه ظلم لأحد . وَمَا ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ . وتقول : ألم يقل الله تعالى إنه خلقنا لنعبده ، فقال : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالآنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ . أقول : نعم ، لكن العبادة طريق تكاملنا وليست هدفاً ونفعاً لله تعالى . أنت تقول لابنك : علمتك السياقة لتسير بشكل صحيح ، فهذه اللام ليست لام العاقبة والهدف ، بل الطريق إلى الهدف . ولام الهدف في قوله تعالى : وَلا يَزَالُونَ