فقد ورد ذكر العراة يوم القيامة في خطبة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ( نهج البلاغة : 1 / 216 ) جاء فيها : ( أما بعد فإني أحذركم الدنيا ، فإنها حلوة خضرة ، حفت بالشهوات ، وتحببت بالعاجلة ، وراقت بالقليل ، وتحلت بالآمال ، وتزينت بالغرور . . . إلى أن قال ( عليه السلام ) : إتعظوا فيها بالذين قالوا : من أشد منا قوة . حمُلوا إلى قبورهم فلا يُدْعَوْنَ رُكبانا . وأنزلوا الأجداث فلا يدعون ضِيفاناً . . استبدلوا بظهر الأرض بطناً ، وبالسعة ضيقاً ، وبالأهل غربة ، وبالنور ظلمة . فجاءوها كما فارقوها حفاة عراة . قد ظعنوا عنها بأعمالهم إلى الحياة الدائمة والدار الباقية ، كما قال سبحانه : كَمَا بَدَأْنَا أَوَلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ) . لكن كلامه ( عليه السلام ) عن نوعٍ من الحكام والعاصين ، الذين كانوا مغرورين بقوتهم ، فمثل هؤلاء يحشرون عراة . ويكفي لرد ما يوهم عموم العري في الآخرة ، ما ثبت في فقهنا من استحباب إجادة الكفن لأن الناس يحشرون في أكفانهم ، وأحاديث تنص على أن الناس يحشرون كاسين ، ففي جواب الإمام الصادق ( عليه السلام ) للزنديق ( الإحتجاج : 2 / 77 ) : ( قال : فأخبرني عن الناس يحشرون يوم القيامة عراة ؟ قال : بل يحشرون في أكفانهم . قال : أنى لهم بالأكفان وقد بليت ؟ ! قال : إن الذي أحيا أبدانهم جدد أكفانهم . قال : فمن مات بلا كفن ؟ قال : يستر الله عورته بما يشاء من عنده . قال : أفيعرضون صفوفاً ؟