وفي تفسير الطبري ( 17 / 134 ) قالت عائشة : ( دخل علي رسول الله ( ص ) وعندي عجوز من بني عامر فقال : من هذه العجوز يا عائشة ؟ فقلت : إحدى خالاتي . فقالت : أدع الله أن يدخلني الجنة فقال . . يحشرون حفاة عراة غلفاً . فقالت : حاش لله من ذلك ! قال رسول الله ( ص ) : بلى ، إن الله قال : كَمَا بَدَأْنَا أَوَلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ .
ثم روى أن عائشة قالت : يا نبي الله ، لا يحتشم الناس بعضهم بعضاً ؟ قال : لكل امرئ يومئذ شأن يغنيه ) .
ورووا حديثاً صحيحاً ينقضه ، أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه : ( لما حضره الموت دعا بثياب جدد فلبسها ، وقال : سمعت النبي ( ص ) يقول : إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها ) . ( فتح الباري : 11 / 331 ) .
وجمع ابن حجر وآخرون بين الحديثين ، بأن بعض الناس يحشرون عراة وبعضهم كاسيين ، لكن أكثر علمائهم لم يهتموا بحديث أبي سعيد !
وقال بعض علمائنا إن حديث النبي ( ص ) خاص بالصحابة المرتدين .
قال أبو الفتح الكراجكي في كتابه : التعجب من أغلاط العامة / 89 : ( وهم الذين قال ( ص ) لهم : ألا لأعرفنكم ترتدون بعدي كفاراً ، يضرب بعضكم رقاب بعض . وهم الذين قال لهم : إنكم محشورون إلى الله حفاة عراة ، وأنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول : يا رب أصحابي ؟ فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ) ! والتأمل في سياق الأحاديث التي رووها يقوي هذا الرأي .
أما مصادرنا فقد روت بعض الأحاديث في أن الناس يحشرون عراة ، لكنها لم تنص على تعميم ذلك ، بل نصت أحاديث على استثناء المؤمنين والأبرار .

227