أقول : قد يكون أصل الصعق والمصعوق مأخوذاً من إصابة الصاعقة ، لكنه يطلق على من يغمى عليه أو يموت من موعظة . ففي نهج البلاغة ( 2 / 165 ) : ( فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها ، فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) . . هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ) . وفي الكافي ( 2 / 615 ) : ( إن علي بن الحسين ( عليه السلام ) كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته ) . وقد تحير المفسرون في المستثنين من الصعقة ، على عشرة أقوال ، وأكثر ! قال في فتح الباري ( 11 / 320 ) : ( وحاصل ما جاء في ذلك عشرة أقوال : الأول : أنهم الموتى كلهم لكونهم لا إحساس لهم . . وإلى هذا جنح القرطبي في المفهم وفيه ما فيه . . وفي الزهد لهناد بن السرى عن سعيد بن جبير موقوفاً : هم الشهداء وسنده إلى سعيد صحيح . . وهذا هو القول الثاني . الثالث : الأنبياء والى ذلك جنح البيهقي . . قال ووجهه عندي أنهم أحياء عند ربهم كالشهداء . . وقد جوز النبي ( ص ) أن يكون موسى ممن استثنى الله . . الرابع : قال يحيى بن سلام في تفسيره : بلغني أن آخر من يبقى جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت . . أخرجه البيهقي وابن مردويه . . وسنده ضعيف ، وله طريق أخرى عن أنس ضعيفه أيضاً . الخامس : يمكن أن يؤخذ مما في الرابع . السادس : الأربعة المذكورون وحملة العرش وقع ذلك في حديث أبي هريرة الطويل . . وقد تقدمت الإشارة إليه وأن سنده ضعيف مضطرب . السابع : موسى وحده أخرجه الطبري بسند ضعيف . . الثامن : الولدان الذين في الجنة والحور العين .