ثم يجد استثناءً لهم من الصعق في النفختين ، مع أنه موت عام لكل ذي روح من مخلوقاته ! قال تعالى : وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ . ( الزمر : 68 ) . وقال تعالى : وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ . ( النمل : 87 ) . فمن هم هؤلاء العظماء عند الله تعالى ، الذين استثنوا من الأمر بالسجود لآدم ( عليه السلام ) ، ثم يُسْتَثْنَوْنَ من الصعقة والموت العام في النفخة الأولى ، حتى لو ماتوا بعدها آحاداً ؟ ثم يُستثنون في النفخة الثانية من الصعقة والفزع الأكبر ؟ أما المستثنون من الأمر بالسجود في قوله تعالى : أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ، فتصور بعضهم كصاحب الميزان أن هذا التعبير ليس استثناءً ، وأن المعنى : أستكبرت أم تصورت أنك أعلى قدراً من أن تؤمر . والصحيح أنه استثناء لأنه لا يرد في حق مخلوق من الملائكة والجن ، أن يتصور أنه أكبر قدراً من أن يأمره خالقه تعالى ، فلا يرد ذلك في حق إبليس . بل المعنى : هل استكبرت عن أمري ، أم أنت من عبادي العالين الذين لم يشملهم أمري . فقد شمل الأمر بالسجود كل الملائكة ، وشمل إبليس الذي كان في مجتمعهم وهو من الجن . ولم يشمل النبي ( ص ) وأهل بيته ( عليهم السلام ) الذين كانوا أنواراً تامة العقل والحياة ، يعيشون في منطقة عُلْيَا حول العرش . فقد روى الصدوق ( رحمه الله ) بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : ( كنا جلوساً مع رسول الله ( ص ) إذ أقبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قوله عز وجل لإبليس : أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ ، فمن هو يا رسول الله الذي هو