وتورط الوهابيون ووقع مشايخهم في مَوْحَلَةٍ غليظة ولم يستطع أحد منهم الخروج منها ، لأنهم قالوا إن الله تعالى له يد ورجل وعين وجنب وحقو ووجه . . وغيرها من الأعضاء . وقالوا يجب حمل الألفاظ على ظاهرها الحسي ، فوجب عليهم هنا أن يقولوا إن الله يهلك وتبقى صورة وجهه فقط !
قال أحدهم للألباني : إن البخاري فسر قوله تعالى : وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ، بأنه يبقى ملكه . فأجابه الألباني : ليس في البخاري مثل هذا التأويل الذي هو عين التعطيل . المهم أن ننزه الإمام البخاري أن يؤول هذه الآية ، وهو إمام في الحديث وفي الصفات ، وهو سلفي العقيدة والحمد لله .
لكن عندما ترجع إلى صحيح البخاري ، تجد أن ما نفاه الألباني عنه ، موجود فيه !
قال البخاري في ( 6 / 17 ) : ( كُلُّ شَئِ هَالِكٌ إِلا وَجْهَهُ : إلا ملكه . ويقال إلا ما أريد به وجه الله ، وقال مجاهد : الأنبياء الحجج ) .
والقول الأخير هو قول أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فقد سئل الإمام الصادق ( عليه السلام ) عن الآية فقال ( الكافي : 1 / 143 ) : ( ما يقولون فيه ؟ قلت : يقولون : يهلك كل شئ إلا وجه الله ! فقال : سبحان الله لقد قالوا قولاً عظيماً ! إنما عنى بذلك وجه الله الذي يؤتى منه ) .
( 6 ) المستثنون من الصعق عند نفخ الصور يتعجب الإنسان عندما يقرأ استثناءً من أمر الله تعالى للملائكة بالسجود لآدم ( عليه السلام ) ، لنوع من مخلوقاته عَبَّرَ عنهم بالعالين ، فقال تعالى : قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْعَالِينَ . ( صاد : 75 ) .

193