وقمراً منيراً ، في فلك دائر ، وسقف سائر ، ورقيم مائر . ثم فتق ما بين السماوات العلى ، فملأهن أطواراً من ملائكته . منهم سجود لا يركعون ، وركوع لا ينتصبون ، وصافون لا يتزايلون ، ومسبحون لا يسأمون . لا يغشاهم نوم العين ، ولا سهو العقول ، ولا فترة الأبدان ، ولا غفلة النسيان . ومنهم أمناء على وحيه ، وألسنة إلى رسله ، ومختلفون بقضائه وأمره . ومنهم الحفظة لعباده والسدنة لأبواب جنانه . ومنهم الثابتة في الأرضين السفلى أقدامهم ، والمارقة من السماء العليا أعناقهم ، والخارجة من الأقطار أركانهم ، والمناسبة لقوائم العرش أكتافهم . ناكسة دونه أبصارهم ، متلفعون تحته بأجنحتهم . مضروبة بينهم وبين من دونهم حجب العزة وأستار القدرة . لا يتوهمون ربهم بالتصوير ، ولا يجرون عليه صفات المصنوعين ، ولا يحدونه بالأماكن ، ولا يشيرون إليه بالنظائر ) . ومن أحاديث عظمة خلق الله تعالى ما رواه في عوالي اللئالي ( 4 / 100 ) : ( قال رسول الله ( ص ) : خلق الله ملكاً تحت العرش ، فأوحى إليه أيها الملك : طِرْ ، فطار ثلاثين ألف سنة . ثم أوحى إليه : أن طِرْ ، فطار ثلاثين ألف سنة أخرى . ثم أوحى إليه أن طِرْ ، فطار ثلاثين ألف سنة ثالثة . فأوحى إليه لو طرت إلى نفخ الصور كذلك ، لم تبلغ إلى الطرف الثاني من العرش . فقال الملك عند ذلك : سبحان ربي الأعلى وبحمده ) . * * ( 3 ) معنى النفخ في الصور عندما تبحث في مصادر التفسير عن معنى النفخ في الصور ، فتجد معناه أن إسرافيل ( عليه السلام ) ينفخ في قرن أو بوق ، وكأنه يشبه الأبواق التي نعرفها !